وهم أول ساعة من العام الجديد
يتحدث الجميع عن البدايات في نهاية العام، وقد تحصر في ثلاثة أشهر هي: نوڤمبر وديسمبر ويناير؛ ثم يختفي خط البداية ويبدأ العالم في العودة إلى الروتين اليومي، العودة إلى الانغماس في عجلة لا نشعر فيها بالوقت حتى يأتي نوڤمبر مرة أخرى حاملًا معه مشاعر الذنب والندم، وقد يحاول البعض عبثًا أن يخدر تلك المشاعر بعقاقير (السنة القادمة سأفعل كذا) أو ( هذه ليست سنتي) وهلم جرًا من الأعذار التي لا نفع منها؛ إن وهم الوقت والإنجاز هما بكتيريا الروح المعاصرة، البعض منها نافع والآخر خبيث ممرض يصيب الذات بالسقم، كيف لنا أن نطلب من شخص يرغب بتغيير حياته أن ينتظر نهاية عام وضع بشكل عشوائي ليبدأ إعادة ترتيب أولوياته وطموحاته؟ أليس حريًا بنا أن نشجعه في الساعة والحين؟ لم علينا انتظار ساعة ‘بداية العام الجديد’ وأخذها كشارة انطلاق في سباق ماراثون؟ الساعة العبثية الوهمية التي يصفق لعبورها العالم لإكسابها أهمية مزيفة؟ متى أصبحنا مهووسين بخط البداية الوهمي؟ لم على شخص ينوي تغيير حياته أن ينتظر ساعة تدق ورقمًا يتغير في التقويم ليستشعر أهمية وتميز هذه البداية؟ إن أردت التغيير فابدأ الآن، الساعة المميزة الحق هي الآن وليست رقم ١-١ في التقويم.
اترك تعليقاً