امتنان

في سكون طاغي وألفة وحب وترحاب أجد نفسي شخصًا لامعًا وسط الظلمة، أهدتني الكتب الطريق والنور للتمييز والفهم، أصبحت معها في عالم نظيف مشرق مزهر، تسافر بي و تقودني بإرادتي الحرة.

أعارض طريقها مرة، فتستجيب لي وتعطيني المقود لأستمر معها، انتشلتني من وحل الواقع لسماء الخيال وجعلتني أبصر حقا مدى قباحة القبيح ومدى حسن الحسن، أصبحت معها أكثر ثقافة، أصبحت أصحح الحضارة معها فليس كل ما يحدث صحيحًا، أهدتني الأنس في الغربة والوحدة، تتحدث معي بالاستدلال العقلي الوجداني، تنصحني كصديق وتربيني كمربي، تطوف بي العالم كله ولم تتمنن علي مرة، لم تضجر من ملاصقتي ولم تنهرني على كثرة الأسئلة، تجمع لي خلاصة العقول وتسمح لي بالتجول بداخلها لمرات كثيرة، وأن أتعرف على خبرات أكثر وأرى الأشياء من زوايا أخرى، تدلني على مواطن الجمال وتجعلني أستشعرها، زادت من قدرتي العاطفية فأصبحت أهتم أكثر بمشاعر الآخرين وأفهمهم وأتفهم أحوالهم فأصبحت أكثر مرونة في تقبل الأحداث والتعاطي معها، سمعت أننا في عصر مختلف مميز يعيش في عالمين موازيين، ولكن الكتب صنعت لي عالم ثالث مختلف، عالم يقف في المنتصف بين الواقع والافتراض، لم يره أحد فهو كالبرزخ.

أحمل في داخلي امتنان عظيم لكل مؤلف شجاع قد تحدى نفسه والظروف وتغلب عليها ليخرج لنا شيء من لبه ليشرق بألبابنا..

غدير عبدالله 

@ghdir_book

 

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.