انتصار

 

في مشهد من فيلم قالت الأم لابنها بعد قيامه بإنجاز صغير:

«احتفظ بكل هذه الانتصارات الصغيرة -كما فعلت اليوم- بداخلك؛ ستكون أغلى ممتلكاتك».

 

     لم يكن إنجازًا يذكر، فهو لم يتلقَّ ترقيةً في العمل أو يشترِ بيت أحلامه أو يحقق رقمًا قياسيًّا، كام مجرد إنجاز صغير، واحد من انتصاراته الكثيرة التي لا يلاحظها أحد، ولكنها أدركت أن هذا الإنجاز برغم بساطته سيكون في يوم ما انتصارًا عظيمًا.

     النـاس تنتظر منـك مشروعًا ضخمًا، أو رقــمًا قيــاسيـًّا، أو نجــاحًـا غيــر مسبوق، وتـــرى أن أيَّ شيء عدا ذلك لا يعد إنجازًا ولا يستحق أن تذكره في قائمة إنجازاتك! والحقيقة أنك تنجز في كل يوم، قائمة طويلة ومبهرة ومهما كانت بساطتها لايهم لإن كل الإنجازات الكبيرة أساسها إنجازٌ صغيرٌ مستمر.

     لا يتوجب علينا القيام بإنجازات مبهرة يتحدث عنها الجميع وتنشرها وسائل الإعلام، ولن نكون فاشلين إذا لم نحقق انتصارًا عظيمًا كل يوم! إنجازاتنا الصغيرة التي نؤديها كل يوم هي التي تدفعنا للأمام وتشعرنا بقيمتنا وتزرع فينا الأمل والهمة والشغف وتأخذ بأيدينا نحو النجاح وتمهد الطريق للانتصار الكبير، نحن لا ننتظر من الآخرين ملاحظة إنجازاتنا والثناء عليها، يكفي أننا نستمد منها طاقاتنا ونكون شخصياتنا ونبني انتصاراتنا، إنجازاتنا البسيطة هي ما يلهمنا ويروينا ويشد على أيدينا ويربت على أكتافنا، انتصاراتنا الكبيرة ما هي إلا قائمة إنجازات بسيطة؛ فكل انتصار عظيم بُني بأفكار عظيمة وإنجازات بسيطة وانتصارات صغيرة.

 

@Norh_24MT

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.