سجن داخلي – للكاتبة ياقوت فهد

سجن داخلي

في كل مرةٍ أصحو هاربة من نوبة ” حلم ” قبل اكتمال نهايته ..
أصحو فَزِعة، قلبي تُقرع طبوله.. صوت قرعه يسقط عليّ مُرتداً من السقف..
أصحو ويداي ترتعشان، أضعُ يدايَ على صدري لعل أحدهما يهدأ وأفشل!.
أجولُ بناظريّ محاوِلة اكتشاف الزمان و المكان، فأجد -ككل يوم- أن ما اُعانيه في غياهب النوم يتجسَّد هنا
بذاتِ قياساتِ الخوف، أُتأتئ لأشرح معاناتي.. تأتأة.. اثنتان؛ فأصمت .
تُثقل روحي هذه الأغلال، كما لو كانت منفيّة لقلعةٍ بعيدة عن مسيرة الحياة..
حبيسة، تلفُها القضبان .. لا شيء حولها إلّا أعينٍ نزِقة، أصحاب سوابقٍ من الخديعة والخذلان ..
ألتفُّ حول نفسي، أثني ساقيَّ.. اُعانقهما برجْفة ..
أصُبُّ جُلّ تركيزي على قطعةٍ فارغة؛ أخشى أن تقع عيني على عينيّ أحدهم فيَلُوكَني غضباً أو انتقامًا ..
أحاول جاهدة إخفاء توجّسي، وأُخفِق ..
أنا المتوجِّسة سَلَفاً وفيما بعد، أنا الخائفة منذ الأزل،.. أنا المَكْلومة من قبل هذا السجنِ و من بعده .
أغفو .. فتتجه نحوي كل أسنّة الرماح فأنتبه بجزع قبل أن تشق صدري .
أسيرةٌ للخوف.. أخاف أن أُخذل، وأخذل ..
أخاف تجاوزي في السعادة فتلتقطُني راداراتِ البؤس، و لستُ أملك قيمة سَدادها!
أهرعُ منّي، من كُل هذا الّذي يتكالَب عليّ ..
كيف السبيل لاجتياز قيدي، قضبانَ الحياة، مسافات الخيبة و نهايات الخذلان ؟..
أُتَمتِم بآياتِ الشفاء، تمسحُ على قلبي المُنهك يدُ الربّ..
تُسدل العُتمة..
وأغفو من جديد.

ياقوت فهد

@yaa_o15

  1. يقول Me:

    مُبدعة و شهادتي فيك مجروحة

  2. يقول الثريا:

    نص فاخر .. من كاتبة مميزه ومبدعه ♥️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.