في حياتنا أبطال
عبرنا الكثيرين ووقفنا عند القليل فقط. هُناك مَن لم نذكره حتى وهُناك من دقّ مسماراً ثابتاً صُلباً على جدران قلوبنا حيث مكث وما إنْ رحل حتى بقي أثره فينا ولا يزال إلى يومنا هذا، وسيظل أبداً يؤلِمنا ونبتسم!
فأشخاصُنا الخارقون هم مَن زرعوا فينا خِصالهم الحسنة وبذروا في قلوبنا أحلاماً صغيرة وظلّوا يروونها برفق إلى أن وصلنا.
هؤلاء القليلون -الذين لا يكاد يذكرهم أحد- الذين هم عاديّون في الحقيقة وليسوا ذا قيمة إلا لنا. فمَن منّا سينسى الشخص الذي قام بتذكيره يوماً ما بحلم كاد أن ينساه تحت وسادته لفرط انشغاله بالحياة؟ ومَن منّا سينسى هذا الذي أزال عن بصره غشاوةَ طيشٍ قد ارتكبه؛ ليُظهر له الطريق ويُزيل عنه تلك الشائبة بتسليط ضوءٍ صغير على نفسه؟ مَن منّا جميعاً سينسى حتى بعض الغرباء الذين التقيناهم مرة ودون أن ننبس بحرف، ومن خلال ضعفهم فقط عرفنا نعم الله علينا واستعدنا إيماننا وقوّتنا؟ …
لمَن أعادنا لأنفسنا ومن خلاله رأينا انعكاسنا، لمَن رأى فينا صفات لم نكن نُدركها وغير ملحوظة وبلمساته ومواعظه شيّدنا قواعدها وكبرت لتحسّن علاقاتنا بالآخرين وتُهذِّب أرواحنا قبل أجسادنا.
لأمّهاتنا وآبائنا وإخوتنا وأخواتنا، ولكل من يسعى لفعل شيء حَسَن حتى ينام قرير العين في الليل، لكل من قاوم وجاهد نفسه في ترك مالاً يرضي ضميره كي يرضي الله ولكل من لم يتسلّق الظلم عيناه ولم تحجب عنه الأموال رؤية الفقراء، لكل من لم يتوقف عن فعل الخير مهما بدا له شقاء العالم، لكل من لم يصل وما يزال يتخبَّط في خضم الأيام وحيداً ويسعى لانتشال نفسه إلى الطريق الصحيح -أنتم أبطالنا-
علا الحوفان
@ola29x
وانتِ بطلتي أستاذه عُلا لأنك أيقظتي في قلبي جذوة الكتابة وشجعتيني على نشر أول نص لي