بدايات وردية
من كاتب هذا النص إلى الصديق قارئه
وسلامٌ على ابتسامتك له أما بعد،
وجبَ أيها الصديق العزيز أن تكون على يقين أن كل البدايات وردية، كمتعةِ دخولك للمدرسة، كشروقِ الشمس الأخّاذ، كمقدمةِ كتاب، كحماسكِ لبذرة ألقيتها في التراب..
كل البدايات وردية للحد الذي يُغريك، يخدعُك ويُعميك، للحدّ الذي لا يترك فكرةً سوداوية واحدة تضبِّب نقاءها، للحدّ الذي تنسى أن الوردي عَدم، أنه بقعةُ دم لم تجف من الجدار عُكِّرت بطبشورٍ أبيض!
يقول باولو كويلو «إن أي مسعى، يبدأ دائماً بحظّ المبتدِئ، وينتهي دائماً باختبار المقتحم».
ها قد بدأت في السعي، بداية جميلة موفقة مُمتعة.. سيحالفك الحظ ولكن ليس كل مرة؛ لا بدّ أن تختبر، لا بدّ أن تتعثر فتسقط، ثم تنهض، ثم تتعثّر مرة أخرى وعاشرة وتسقط، تتكسَّر، وتغرق، تُطحَن،.. تنتحب، يشتدّ عويلك، فيسْتسلم الضعفاء وأولئك هم الخاسرون، وينهض الأقوياء وأولئك هم المُفلحون.
اصمدْ، قاوِم تحدّى، كافِح؛ ما خُلقتَ عبثاً، وما سُيِّر هذا الطريق لك هدر، وحده الله يعلم بعظمة قدراتك فيمتحنك.
اعلمْ يا صديقي أنه كلما تراكمت الخسارات حولك واشتدّ ضجيجُ قلبك، وخفتَ شغف روحك، وتاه عقلك، تشتتَ وتبعثرت، تأوّهت ولم تجد ملاذك، وما زلت صامداً مقاوماً- تتحدى- مكافحاً، أنت تسير في السبيلِ الصائب. أنت على وشك أن تصل إلى نهاية وردية كالبداية التي أغرتْك جمالها، فمتعة دخولك للمدرسة تتخرج منها بحفلة، وشروقُ الشمس الأخّاذ يعقبُه غروب جذاب، ومقدمة كتابٍ فتانة تُنهيها خاتمة خلابة، وحماسك لبذرةٍ ألقيتها تعطيك بذرة لثمرة جنيتها. أليس نهاية المفلحين جنة نعيم فيها خالدين؟
ثم المجدُ للمبتَسمين للنهايات الوردية.
هاجر
ممتازة ومتألقة دائماً في نبض كلماتك